المجالس العلمية للدعوة السلفية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مباحث مختصرة في علوم القرآن المجلس الثالث

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد أبوسهيمة

محمد أبوسهيمة


ذكر عدد الرسائل : 24
البلد : مباحث مختصرة في علوم القرآن المجلس الثالث Algeria
الأوسمة : مباحث مختصرة في علوم القرآن المجلس الثالث Tamauz
تاريخ التسجيل : 03/11/2007

مباحث مختصرة في علوم القرآن المجلس الثالث Empty
مُساهمةموضوع: مباحث مختصرة في علوم القرآن المجلس الثالث   مباحث مختصرة في علوم القرآن المجلس الثالث Icon_minitimeالجمعة مايو 09, 2008 12:51 am





إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مصل له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم أما بعد فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي ممد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة


المكي والمدني

نزل القرآن الكريم على النبي صلى الله عليه وسلم مفرقا في خلال ثلاث وعشرين سنة, قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثرها بمكة, قال تعالى : (وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزّلناه تنزيلا)

ومن هنا اعتنى العلماء رحمهم الله -خدمة لكتاب الله- بتمييز المكي من المدني أي ما نزل بمكة ومنهم ما نزل بالمدينة وقد اختلف العلماء في ضبطهم لذلك هل اعتبار المكان أي ما نزل بمكة فهو مكي وما نزل بالمدينة فهو المدني دون اعتبار الزمن ومنهم من اعتبر الزمن فما كان قبل الهجرة فهو المكي وما كان بعد الهجرة فهو المدني ولو كان نزل بمكة وعلى هذا ما نزل بحجة الوداع في عرفة كقوله تعالى:(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) يسمى مدنيا لأنه بعد الهجرة ولعل هذا أوفق

وقد جعل العلماء ضوابط وفوارق لتمييز بين المكي والمدني مع أن ما وضعوه ليس قواعد وإنما نتيجة ما لاحظوه من فوارق ميّزوه بها فجعوا للمكي ما يميزه وللمدني ما يميزه

ضوابط المكي والمدني

القرآن المكي يغلب على أسلوبه الشدة في الخطاب والقوة في الأسلوب وظهور التحدي لأن غالب المخاطبين فيه كفار معاندون

بخلاف المدني فيغلب عليه اللين في الكلام وسهولة الخطاب لأنه موجه لمن اقر به وانقاد إلى تعاليمه فيحتاج لتوجيه وتعليم

القرآن المكي آياته قصيرة مع أسلوب المحاجة فيه بخلاف المدني فآياته طويلة مفصلة البيان

القرآن المكي غالب مواضيعه في تقرير التوحيد والعقيدة الصحيحة وتقرير البعث والنشور واقرأ سورة النبأ والطور وغيرها أما المدني فتفصيل للأحكام وبيان لشرائع الحال والحرام لأن الأمة في تلك المرحلة كانت قد انقادت وتحتاج إلى بيان الأحكام

وكما أن لمعرفة سبب النزول فوائد فكذلك لمعرفة المكي والمدني فوائد جليلة ولذلك نجد العلماء حققوا من الآيات ما هو مكي وما هو مدني

ومن فوائد هذا الباب

ظهور بلاغة القرآن في أعلى مراتبها , حيث يخاطب كل قوم بما تقتضيه حالهم من قوة وشدة أو لين وسهولة

تمييز الناسخ والمنسوخ عند التعارض إذا لم يمكن الجمع فمعرفة التاريخ والمكي والمدني تعين على ذلك

تربية الدعاة وتوجيههم إلى سلوك منهج القرآن بالمرحلية في التشريع والبدء في الدعوة بالأهم فالأهم ومراعاة تطبيق الأحكام

الحكمة من نزول القرآن مفرقا

من المعلوم أن القرآن نزل على النبي صلى الله عليه وسلم مفرقا حسب الأحداث وترتيبا للشرائع وهذا فيه حكم عظيمة منها:

تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان الكفار يلقون الكلام المثير للشبهات في قلوب الصحابة أو يسألون من الأسئلة ما يسعون لإعجاز النبي صلى الله عليه وسلم أو يمر عليه الصلاة والسلام بحالة شدة فتأتي الآيات تثبته وتملأ قلبه إيمانا وترد على شبهاتهم كما قال جل وعلا وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (33)) فيكون في ذلك تثبيتا لقلب النبي صلى الله عليه وسلم قال سبحانه:) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآَنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (32)(

تسهيله على الناس حفظا وفهما وعملا حيث يقرأ عليهم شيئا فشيئا قال سبحانه ) وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا (

التدرج في التشريع تدرجا يهيئ النفوس لقبول الحق وانقيادها له وفي قصة تحريم الخمر أوضح مثال

ترتيب القرآن

نزل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم مفرقا حسب الأحداث وبيان الأحكام وكان النبي صلى الله عليه وسلم كلما نزل عليه شيء من القرآن دعا بعض من يكتب فيبين له أن يضع تلك الآية بين الآيات أو السور كما روى الترمذي وأبو داوود : ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ :قُلْتُ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ مَا حَمَلَكُمْ أَنْ عَمَدْتُمْ إِلَى الْأَنْفَالِ وَهِيَ مِنْ الْمَثَانِي وَإِلَى بَرَاءَةٌ وَهِيَ مِنْ الْمِئِينَ فَقَرَنْتُمْ بَيْنَهُمَا وَلَمْ تَكْتُبُوا بَيْنَهُمَا سَطْرَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَوَضَعْتُمُوهَا فِي السَّبْعِ الطُّوَلِ مَا حَمَلَكُمْ عَلَى ذَلِكَ فَقَالَ عُثْمَانُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا يَأْتِي عَلَيْهِ الزَّمَانُ وَهُوَ تَنْزِلُ عَلَيْهِ السُّوَرُ ذَوَاتُ الْعَدَدِ فَكَانَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الشَّيْءُ دَعَا بَعْضَ مَنْ كَانَ يَكْتُبُ فَيَقُولُ ضَعُوا هَؤُلَاءِ الْآيَاتِ فِي السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا كَذَا وَكَذَا وَإِذَا نَزَلَتْ عَلَيْهِ الْآيَةَ فَيَقُولُ ضَعُوا هَذِهِ الْآيَةَ فِي السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا كَذَا وَكَذَا وَكَانَتْ الْأَنْفَالُ مِنْ أَوَائِلِ مَا أُنْزِلَتْ بِالْمَدِينَةِ وَكَانَتْ بَرَاءَةٌ مِنْ آخِرِ الْقُرْآنِ وَكَانَتْ قِصَّتُهَا شَبِيهَةً بِقِصَّتِهَا فَظَنَنْتُ أَنَّهَا مِنْهَا فَقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يُبَيِّنْ لَنَا أَنَّهَا مِنْهَا فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ قَرَنْتُ بَيْنَهُمَا وَلَمْ أَكْتُبْ بَيْنَهُمَا سَطْرَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فَوَضَعْتُهَا فِي السَّبْعِ الطُّوَلِ

فرتبت آيات القرآن بتوجيه النبي صلى الله عليه وسلم وجمع الصحابة القرآن في مصاحفهم واكتمل جمع القرآن في مصحف واحد في عهد عثمان رضي الله عنه وهو مرتب بالسور والآيات كما هو عند المسلمين الآن وقد تكلم العلماء رحمهم الله عن حكم ترتيب القرآن و مخالفته.

أولا ترتيب الكلمات

بحيث تكون كل كلمة في موضعها من الآية وهذا الترتيب ثابت بالنص والإجماع فهكذا سمع الصحابة تلاوة القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم وهكذا كتبوه فلا يجوز مخالفة هذا الترتيب إجماعا دون خلاف

النوع الثاني ترتيب الآيات

بعضها مع بعض وهذا الترتيب كذلك واجب على القول الراجح من أقوال العلماء لأنه ترتيب توقيفي كما ذكرنا في حديث الترمذي وأبي داوود فلا يجوز قلب الآيات وقد روى البخاري في صحيحه في كتاب التفسير قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ قُلْتُ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ

{ وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا }

قَالَ قَدْ نَسَخَتْهَا الْآيَةُ الْأُخْرَى فَلِمَ تَكْتُبُهَا أَوْ تَدَعُهَا قَالَ يَا ابْنَ أَخِي لَا أُغَيِّرُ شَيْئًا مِنْهُ مِنْ مَكَانِهِ

النوع الثالث ترتيب السور

بحيث تكون كل سورة في موضعها من المصحف , وهذا ترتيب ثابت بالاجتهاد وليس بالنص فلا يكون واجبا وهو مذهب المالكية والشافعية

جاء في صحيح مسلم عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ :صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ فَقُلْتُ يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِائَةِ ثُمَّ مَضَى فَقُلْتُ يُصَلِّي بِهَا فِي رَكْعَةٍ فَمَضَى فَقُلْتُ يَرْكَعُ بِهَا ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ فَقَرَأَهَا ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ فَقَرَأَهَا يَقْرَأُ مُتَرَسِّلًا إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ ثُمَّ رَكَعَ فَجَعَلَ يَقُولُ سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ فَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ ثُمَّ قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ ثُمَّ قَامَ طَوِيلًا قَرِيبًا مِمَّا رَكَعَ ثُمَّ سَجَدَ فَقَالَ سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى فَكَانَ سُجُودُهُ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِهِ

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فيجوز قراءة هذه قبل هذه، وكذا في الكتابة؛ ولهذا تنوعت مصاحف الصحابة رضي الله عنهم في كتابتها، لكن لما اتفقوا على المصحف في زمن عثمان صار هذا مما سنه الخلفاء الراشدون، وقد دل الحديث على أن لهم سنة يجب إتباعها(2).

يتبع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مباحث مختصرة في علوم القرآن المجلس الثالث
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المجالس العلمية للدعوة السلفية :: المنتدى العلـــمي :: قسم علوم القرآن-
انتقل الى: