(7)
مسالة (العذر بالجهل)فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمة الله – تعالى - في "منهاج السنة النبوية "(5/130):
"ولا ريب أن من لم يعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله على رسوله فهو كافر ,فمن استحل أن يحكم بين الناس بما رآه هو عدلا – من غير اتباع لما أنزل الله فهو كافر , فمن استحل أن أن يحكم بين الناس بما راة هو عدلا –من غير اتباع لما أنزل الله – فهو كافر ,فإنه ما من أمة إلا وهي تأمر بالحكم بالعدل ,وقد يكون العدل في دينها ما رآه أكابرهم .
بل كثير من المنتسبين إلى الإسلام يحكمون بعادتهم التي لم ينزلها الله –سبحأنة وتعالى - -,كسوالف البادية , وكأوأمر المطاعين فيهم ,ويرون أن هذا هو الذي ينبغي الحكم به دون الكتاب والسنة !
وهذا هو الكفر ,فإن الناس أسلموا ,ولكن مع هذا لا يحكمون إلا بالعادات الجارية لهم ,التي يأمر بها المطاعون ,فهؤلاء إذا عرفوا أنه لا يجوز الحكم إلا بما أنزل الله فلم يلتزموا ذلك , بل استحلوا أن يحكموا بخلاف ما أنزل الله : فهم كفار
(20) , وإلا : كانوا جهالا -كمن تقدم أمرهم - " .
وقال - رحمة الله - في " الرد على البكري " ( 2 / 492) :
" إن تكفير الشخص المعين –وجواز قتله
(*2) – موقوف على أن تبلغة الحجة النبوية التي يكفر من خالفها .
وإلا , فليس كل من جهل شيئا من الدين يكفر
(**) " .
(8)
خطر التكفير(21) وفتنة – إذا دخلة غير أهله
قال العلامة ابن ابي العز الحنفي فس "شرح الطحأوية "_2/432):
"واعلم –رحمك الله وايأنا –أن باب التكفير وعلى التكفير باب عضمت الفتنة –والمحنة فية ,وكثر فية الافتراق ,وتشتت فية الأهواء ولآاراء ,وتعارضت فية دلائلها .
فالناس –فية,فية جنس تكفير أهل المقالات والعقائد الفاسدة , المخالفة للحق الذي بعث الله به رسوله –في نفس الأمر – أو المخالفة لذلك في اعتقادهم ,على طرفين ووسط –من جنس الاختلاف في تكفير أهل الكبائر العملية " .
وقلب الإمام القرطبي في "المفهم في شرح صحيح مسلم (3/111):
" باب الكفر باب خطير , أقدم علية كثير من الناس: فسقطوا، وتوقف فيه الفحول : فسلموا....
ولا نعدل بالسلامه شيئا " .
وما أجمل كلام سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ-نفع الله به- في أوائل"شرحه" لـ" نواقض الإسلام"-لما قال:
" وليعلم المسلم أن الكلام على نواقض الإسلام، والكلام على ما يسبب الكفر والضلال: من الأمور العظيمة المهمة، التى ينبغى أن يسار فيها على وفق ما جاء في الكتاب والسنة .
وأن لا يكون الكلام في التكفير منطلقا من الاهواء والشهوات، فأن ذلك خطرة عظيم، فأن المسلم لا ينبغى تكفيره، والحكم عليه بالكفر، الا بعد قيام موجب شرعى دل عليه كتاب الله، وسنة رسوله-صلى الله عليه وسلم- .
وإلا ؛ فإن التحدث في تكفير الناس-وتكفير فلان وفلان- والحكم على هذا بأنه كافر، وبأنه فاسق-بمجرد الهوى وما تمليه النفوس-! فإن ذلك من الامور المحرمه، والله-- تعالى -- يقول في كتابه العزيز ] يا أيها الذين امنوا أن جاءكم فاسق بنبا فتبيّنوا [ .
فالواجب على المسلم أن لا يطلق اسم الكفر-واسم الفسق- على اجد، الا بعدما يوضّح له الدّليل، من كتاب الله، وسنة رسوله-صلى الله عليه وسلم- فأن أمر التكفير والتفسيق قد زلّت فيه أقدام، وضلّت فيه أفهام .
فإن من عباد الله من كفّروا المسلمين بأدنى ذنب ارتكبوه، وبأدنى خطأ وقعوا فيه، فضلّوا وأضلّوا عن سواء السبيل" .
ومنه قوله- نفع الله به- كما في لقاء( صحيفة الشرق الأوسط:21/4/2001م):
" التكفير أمر خطير، يجب على المسلمين عدم الخوض فيه، وتركه لأهل العلم الراسخين"
وخلاصة القول ما قاله فضيله الشيخ صالح الفوزان- نفع الله به- في رسالته" ظاهرة التبديع، والتفسيق والتكفير، وضوابطها"(ص27):
"إنما يطلق التكفير –جزافا-
(22) الجهلة الذين يظنون أنهم علماء! وهم لا يتفقّهوا في دين الله-عزّ وجل-، وأنما يقرؤون الكتب، ويتتبّعون العثرات، ويأخذون مسمّيات التفسيق، ويطلقونها بغير علم على أصحابها، أو من يستحقّها! لأنهم لا يعرفون وضع هذه الامور في موضعها، لعدم فقههم في دين الله-عزّ وجل-...
ومثلهم في ذلك كمثل إنسان جاهل، أخذ سلاحا وهو لا يعرف كيف يستخدمه! فهذا يوشك أن يقتل نفسه وأهله وأقاربه
(23) لأنه لا يحسن استعمال هذه الآلة " .
أقول:
وهذا باب متلازم مع الباب الذى يليه وهو:
=================================
(1)
(20) سقط من طبعة " كتاب التوحيد " (ص 40 ) – من تاليف معالي الشيخ صالح الفوزان – حفظة الله – الاستثناء التالي –مباشرة - , وما بعدة .
وتصحفت كلمة ( فهم ) , الى : (منهم) .
فليصحح الموضعان .
وقارن بما كتبتة – حول بعض ذلك – في كتابي : " التحذير من فتنة التكفير " ( ص 18- 19 – الطبعة الثانية – 1418 هـ ) .
وطبعتة الثالثة – ( المزيدة والمنقحة ) – بمنة الله –وشيكة = الصدور .
(*2)والأصل أنهما متلازمان لقولة –صلى الله علية وسلم -:"من بدل دينة : فاقتلوة",رواة البخاري (3017)عن ابن عباس-رضي الله عنة-.
(**)وفي تعليقي على كتاب "كشف الشبهات _ص42و93)
للامام المجدد محمد بن عبد الوهاب-رحمة الله-ما يزيد هذا إيضاحا.
=============================== =
(21) قارن بكتابى:" الدررالمتلالئه(ص65) .
(22) نص في " مختار الصحاح"(ص103) على الكسر .
وفي " القاموس المحيط"(ص1029): أنها مثلثة الجيم .
(23) والواقع شاهد، والحاصل دليل.....
فاللهم لطفك، وحفظك .