المجالس العلمية للدعوة السلفية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية في التكفير هو منهج اهل السنة لا..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عمربن محمدالبومرداسي

عمربن محمدالبومرداسي


ذكر عدد الرسائل : 39
تاريخ التسجيل : 02/07/2010

مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية في التكفير هو منهج اهل السنة لا.. Empty
مُساهمةموضوع: مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية في التكفير هو منهج اهل السنة لا..   مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية في التكفير هو منهج اهل السنة لا.. Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 06, 2010 12:04 am


مذهب شيخ الإسـلام في التكفير هو منهج أهل السنة لا الخوارج المارقين:


الحمد له والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن تبع هـداه فقد توفرت لدي بحمد الله نقول عن شيخ الإسلام أبي العباس عبد الحليم ابن تيمية الحراني الدمشقي رحمة الله عليه ،حيث انتسب له بعض خوارج ودمويو زماننا ونسبوا لجبل العلم وشيخ الإسلام مذهب الخوارج المارقين فاستعنت بالله تعالى على ترتيب المباحث التي ذكرها رحمه الله حول أحكام الكفر الذي عليه أهل السنة والجماعة على مذهب السلف الصالحين والله الموفق والمعين :



"المبحث الأول":[التحذير من فتنة التكفير ]




الكافر من جعله الله ورسوله كافرا وليس لـكل أحد:


{فان الايجاب والتحريم والثواب والعقاب والتكفير والتفسيق هو الى الله ورسوله ليس لأحد فى هذا حكم وانما على الناس ايجاب ما أوجبه الله ورسوله وتحريم ما حرمه الله ورسوله وتصديق ما أخبر الله به ورسوله وجرت فى ذلك أمور يطول شرحها}[مجموع الفتاوى5/545]


وقال رحمه الله:


{فان الكفر والفسق أحكام شرعية ليس ذلك من الأحكام التى يستقل بها العقل الى أن قال وحينئذ فان كان الخطأ فى المسائل العقلية التى يقال إنها أصول الدين كفرا فهؤلاء السالكون هذه الطرق الباطلة فى العقل المبتدعة فى الشرع هم الكفار لا من خالفهم وان لم يكن الخطأ فيها كفرا فلا يكفر من خالفهم فيها فثبت أنه ليس كافرا فى حكم الله ورسوله على التقديرين ولكن من شأن أهل البدع أنهم يبتدعون أقوالا يجعلونها واجبة فى الدين بل ييجعلونها من الايمان الذى لابد منه ويكفرون من خالفهم فيها ويستحلون دمه كفعل الخوارج والجهمية والرافضة والمعتزلة وغيرهم واهل السنة لا يبتدعون قولا ولا يكفرون من اجتهد فاخطأ وإن كان مخالفا لهم مستحلا لدمائهم كما لم تكفر الصحابة الخوارج مع تكفيرهم لعثمان وعلى من والاهما وإستحلالهم لدماء المسلمين المخالفين لهم وكلام هؤلاء المتكلمين فى هذه المسائل بالتصويت والتخطئة والتأثيم ونفيه والتكفير ونفيه لكونهم بنوا علىالقولين المتقدمين فى قول القدرية الذين يجعلون كل مستدل قادرا على معرفة الحق يعذب كل من لم يعرفه وقول الجهمية الجبرية الذين يقولون لا قدرة للعبد على شىء أصلا بل الله يعذب بمحض المشيئة فيعذب من لم يعمل ذنبا قط وينعم من كفر وفسق وقد وافقهم على ذلك كثير من المتأخرين وهؤلاء يقولون يجوز أن يعذب الأطفال والمجانين وإن لم يفعلوا ذنبا قط ثم منهم من يجزم بعذاب أطفال الكفار فى الآخرة ومنهم من يجوزه ويقول لا أدرى ما يقع وهؤلاء يجوزون أن يغفر لأفسق أهل القبلة بلا سبب أصلا ويعذب الرجل الصالح على السيئة الصغيرة وان كانت له حسنات أمثال الجبال بلا سبب أصلا بل بمحض المشيئة }[مجموع الفتاوى19/212-213].


وقال رحمه الله:


{ والكفر هو من الأحكام الشرعية وليس كل من خالف شيئا علم بنظر العقل يكون كافرا ولو قدر انه جحد بعض صرائح العقول لم يحكم بكفره حتى يكون قوله كفرا فى الشريعة وأما من خالف ما علم أن الرسول جاء به فهو كافر بلا نزاع }[12/525]


وقال رحمه الله :


{فكون الرجل مؤمنا وكافرا وعدلا وفاسقا هو من المسائل الشرعية لا من المسائل العقلية فكيف يكون من خالف ما جاء به الرسول ليس كافرا ومن خالف ما ادعى غيره أنه معلوم بعقله كافرا وهل يكفر أحد بالخطأ في مسائل الحساب والطب ودقيق الكلام ؟}[منهاج السنة النبوية:5/93]


وقال رحمه الله :


{من شأن أهل البدع أنهم يبتدعون أقوالا يجعلونها واجبة في الدين بل يجعلونها من الإيمان الذي لا بد منه ويكفرون من خالفهم فيها ويستحلون دمه كفعل الخوارج والجهمية والرافضة والمعتزلة وغيرهم وأهل السنة لا يبتدعون قولا ولا يكفرون من اجتهد فأخطأ وإن كان مخالفا لهم مكفرا لهم مستحلا لدمائهم كما لم تكفر الصحابة الخوارج مع تكفيرهم لعثمان وعلي ومن والاهما واستحلاهم لدماء المسلمين المخالفين لهم}[المنهاج5/95]


وقال رحمه الله:


{وأئمة السنة والجماعة و أهل العلم والإيمان فيهم العلم و العدل و الرحمة فيعلمون الحق الذي يكونون به موافقين للسنة سالمين من البدعة و يعدلون على من خرج منها ولو ظلمهم كما قال تعالى كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى و يرحمون الخلق فيريدون لهم الخير و الهدى و العلم لا يقصدون الشر لهم ابتداء بل إذا عاقبوهم و بينوا خطأهم و جهلهم و ظلمهم كان قصدهم بذلك بيان الحق و رحمة الخلق و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و أن يكون الدين كله لله وأن تكون كلمة الله هي العليا فالمؤمنون أهل السنة هم يقاتلون في سبيل الله ومن قاتلهم يقاتل في سبيل الطاغوت كالصديق رضي الله عنه مع أهل الردة و كعلي ابن أبي طالب مع الخوارج المارقين ومع الغلاة و السبائية فأعمالهم خالصة لله تعالى موافقة للسنة و أعمال مخالفيهم لا خالصة ولا صواب بل بدعة و اتباع الهوى و لهذا يسمون أهل البدع و أهل الأهواء قال الفضيل بن عياض رحمه الله في قوله تعالى ليبلوكم أيكم أحسن عملا قال أخلصه و أصوبه قالوا يا أبا علي ما أخلصه و أصوبه قال إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا و الخالص أن يكون لله و الصواب أن يكون على السنة فلهذا كان أهل العلم و السنة لا يكفرون من خالفهم و إن كان ذلك المخالف يكفرهم لأن الكفر حكم شرعي فليس للإنسان أن يعاقب بمثله كمن كذب عليك وزنى بأهلك ليس لك أن تكذب عليه و تزني بأهله لأن الكذب و الزنا حرام لحق الله تعالى و كذلك التكفير حق لله فلا يكفر إلا من كفره الله و رسوله}[الرد على البكري256-257]...وهناك نقول أخرى في هذا المبحث آثرت إخراجها في شكل رسالة مستقلة بعون الله مع تعليقات أهل العلم .


يتبع ---
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمربن محمدالبومرداسي

عمربن محمدالبومرداسي


ذكر عدد الرسائل : 39
تاريخ التسجيل : 02/07/2010

مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية في التكفير هو منهج اهل السنة لا.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية في التكفير هو منهج اهل السنة لا..   مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية في التكفير هو منهج اهل السنة لا.. Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 06, 2010 12:05 am

ما يَكفر به الرجل من اعتقاد أو فعل أو قول


أ )الشرك بالله (الشرك الأكبر):


مما بينه شيخ الإسلام رحمه الله أن الشرك يقع في الألـوهية والربوبية ،لا كما يزعم بعضهم بقوله(الشرك فقط في الألوهية) مدعيا أن الربوبية (كانت مقررة محققة عند مشركي العرب) وهذا لاشك خطأٌ في تقرير مسائل الشرك ، وليس هنالك شرك في الربوبية ، فإنه حتى وإن تقررت لديهم وأقروا بها إلا أنهم وقعوا في شرك الربوبية؛ قال شيخُ الإسلام رحمه الله :


((أما النوع الثانى فالشرك فى الربوبية فإن الرب سبحانه هو المالك المدبر المعطى المانع الضار النافع الخافض الرافع المعز المذل فمن شهد أن المعطى أو المانع أو الضار أو النافع أو المعز أو المذل غيره فقد أشرك بربوبيته ))[مجموع الفتاوى:1/91]


وبين رحمه الله أن الشرك في الألوهية مخرج من الملة فقال:


((فأما الشرك فى الإلهية فهو أن يجعل لله ندا أى مثلا فى عبادته أو محبته أو خوفه أو رجائه أو إنابته فهذا هو الشرك الذى لا يغفره الله الا بالتوبة منه قال تعالى{ قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف} وهذا هو الذى قاتل عليه رسول الله مشركى العرب لأنهم أشركوا فى الإلهية قال الله تعالى{ ومن الناس من يتخذ من دون اله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله }الآية{ وقالوا ما نعبدهم إلا ليقربونا الى الله زلفى} الآية{ وقالوا أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشىء عجاب وقال تعالى ألقيا فى جهنم كل كفار عنيد }الى قوله{ الذى جعل مع الله إلها آخر فألقياه فى العذاب الشديد}))[مجموع الفتاوى:1/91].

ب )تكفير تارك أركان الإسلام بالكلية:

النوع الأول: من لم يجحد وجوبها لكنه امتنع إما كِبرا أو حسدا أو بغضا لله ورسوله ؛كأبي طالب وانظر مجموع الفتاوى[20/97-98].


النوع الثاني:من ترك الصلاة ولم يجحد وجوبها ولايقر بوجوب عينها !


قال رحمه الله :


((وهنا قسم رابع وهو ان يتركها ولا يقر بوجوبها ولا يجحد وجوبها لكنه مقر بالاسلام من حيث الجملة فهل هذا من موارد النزاع أو من موراد الاجماع ولعل كلام كثير من السلف متناول لهذا وهو المعرض عنها لا مقرا ولا منكرا وإنما هو متكلم بلاسلام فهذا فيه نظر فان قلنا يكفر بالاتفاق فيكون اعتقاد وجوب هذه الواجبات على التعيين من الايمان لا يكفي فيها الاعتقاد العام كما فى الخبريات من احوال الجنة والنار والفرق بينهما أن الأفعال المأمور بها المطلوب فيها الفعل لا يكفي فيها الاعتقاد العام بل لا بد من اعتقاد خاص بخلاف الأمور الخبرية فان الايمان المجمل بما جاء به الرسول من صفات الرب وأمر المعاد يكفي فيه ما لم ينقص الجملة بالتفصيل ولهذا اكتفوا فى هذه العقائد بالجمل وكرهوا فيها التفصيل المفضى الى القتال والفتنة بخلاف الشرائع المأور بها فانه لا يكتفى فيها بالجمل بل لا بد من تفصيلها علما وعملا ))[مجموع الفتاوى :20/99]


وقال رحمه الله تعالى:


((وكذلك قوله الاسلام هو الخمس يريد أن هذا كله واجب داخل فى الإسلام فليس للانسان أن يكتفى بالاقرار بالشهادتين وكذلك الايمان يجب أن يكون على هذا الوجه المفصل لا يكتفى فيه بالايمان المجمل ولهذا وصف الإسلام بهذا ))[8/302]


يتبع----
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمربن محمدالبومرداسي

عمربن محمدالبومرداسي


ذكر عدد الرسائل : 39
تاريخ التسجيل : 02/07/2010

مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية في التكفير هو منهج اهل السنة لا.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية في التكفير هو منهج اهل السنة لا..   مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية في التكفير هو منهج اهل السنة لا.. Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 06, 2010 12:07 am

تابع لـ : ما يكفر به الرجل من قول أوفعل أو اعتقاد:


وتنازع علماء السلف فيمن أقر بالأركان بالأخص الصلاة ولم يعمل كسلا وتهاوناً أو اشتغالا بأمور أخرى [1]


وقد بينها وبسطها شيخُ الإسلام رحمه الله ونختصرها هنا :


قال رحمه الله:


{وقد اتفق المسلمون على أنه من لم يأت بالشهادتين فهو كافر وأما الأعمال الأربعة فإختلفوا فى تكفير تاركها ونحن اذا قلنا أهل السنة متفقون على أنه لا يكفر بالذنب فانما نريد به المعاصى كالزنا والشرب وأما هذه المبانى ففى تكفير تاركها نزاع مشهور وعن أحمد فى ذلك نزاع واحدى الروايات عنه أنه يكفر من ترك واحدة منها وهو اختيار أبى بكر وطائفة من أصحاب مالك كإبن حبيب وعنه رواية ثانية لا يكفر الا بترك الصلاة والزكاة فقط ورواية ثالثة لا يكفر الا بترك الصلاة والزكاة إذا قاتل الامام عليها ورابعة لا يكفر الا بترك الصلاة وخامسة لا يكفر بترك شيء منهن وهذه أقوال معروفة للسلف قال الحكم بن عتيبة من ترك الصلاة متعمدا فقد كفر ومن ترك الزكاة متعمدا فقد كفر ومن ترك الحج متعمدا فقد كفر ومن ترك صوم رمضان متعمدا فقد كفر وقال سعيد بن جبير من ترك الصلاة متعمدا فقد كفر بالله ومن ترك الزكاة متعمدا فقد كفر بالله ومن ترك صوم رمضان متعمدا فقد كفر بالله وقال الضحاك لا ترفع الصلاة الا بالزكاة وقال عبدالله بن مسعود من أقام الصلاة ولم يؤت الزكاة فلا صلاة له رواهن أسد بن موسى وقال عبدالله بن عمرو من شرب الخمر ممسيا أصبح مشركا ومن شربه مصبحا امسى مشركا فقيل لإبراهيم النخعى كيف ذلك قال لأنه يترك الصلاة قال ابو عبدالله الاخنس فى كتابه من شرب المسكر فقد تعرض لترك الصلاة ومن ترك الصلاة فقد خرج من الايمان ومما يوضح ذلك أن جبريل لما سأل النبى عن الاسلام والايمان والاحسان كان فى آخر الأمر بعد فرض الحج والحج إنما فرض سنة تسع أو عشر وقد اتفق الناس على أنه لم يفرض قبل ست من الهجرة ومعلوم أن الرسول لم يأمر الناس بالايمان ولم يبين لهم معناه الى ذلك الوقت بل كانوا يعرفون أصل معناه وهذه المسائل لبسطها موضع آخر و المقصود هنا أن من نفى عنه الرسول اسم الإيمان أو الاسلام فلابد أن يكون قد ترك بعض الواجبات فيه وإن بقى بعضها ولهذا كان الصحابة والسلف يقولون إنه يكون فى العبد ايمان ونفاق}[مجموع الفتاوى:7/302-303]


ــ فأين الزعم أن السلف على قول مؤتلف غير مختلف إن التقليد أصم آذانا وأعمى بصائر ..


فتلخص من الكلام السابق أن السلف على خمسة أقوال في المسألة :


1/يكفر بترك واحد من الأربعةحتى الحج و إن كان في جواز تأخيره نزاع معروف بين أهل العلم إلا من عزم على تركه بالكلية وهو قول الحسن البصري والسدي وسعيد ابن جبير كما نقل الطبري في تفسيره رحمه الله


2/ أن من أقر بالوجوب فلا يكفر وهو المشهور عن الفقهاء كأبي حنيفة النعمان ومالك بن أنس محمد بن إدريس الشافعي وإحدى الروايتين عن أحمد رحمه الله كما في المغني [3/355]..


3/لا يكفر إلا بترك الصلاة وهو الرواية الثالثة عن أحمد ،وطوائف من أصحاب مالك والشافعي .


4/يكفر بترك الصلاة والزكاة فقط،وهو مروي عن ابن مسعود وأحى روايات الإمام أحمد،وانظر الأحكام السلطانيةلأبي يعلى ..


5/ يكفر تارك الصلاة ،والزكاة إذا قاتل الإمام عليهادون ترك الصيام والحجّ.


يتبع----


ـــــــــــ
[1]ويالله !العجب ممن يدعي الاستقراء لمذهب السلف مُدعيا أنهم على وفاق في هاته المسألة !.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمربن محمدالبومرداسي

عمربن محمدالبومرداسي


ذكر عدد الرسائل : 39
تاريخ التسجيل : 02/07/2010

مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية في التكفير هو منهج اهل السنة لا.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية في التكفير هو منهج اهل السنة لا..   مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية في التكفير هو منهج اهل السنة لا.. Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 06, 2010 12:09 am

((حُــكْمُ من ردّ الكتاب أو السنّة أو بعض ما جاء فيهما ))
أولا : اليهود والنصارى والمجوس ومشركي العرب :
((لو بلغ الرجل فى الزهد والعبادة والعلم ما بلغ ولم يؤمن بجميع ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فليس بمؤمن ولا ولى لله تعالى كالأحبار والرهبان من علماء اليهود والنصارى وعبادهم وكذلك المنتسبين الى العلم والعبادة من المشركين مشركى العرب والترك والهند وغيرهم ممن كان من حكماء الهند والترك وله علم أو زهد وعبادة فى دينه وليس مؤمنا بجميع ما جاء به فهو كافر عدو لله وان ظن طائفة انه ولى لله كما كان حكماء الفرس من المجوس كفارا مجوسا وكذلك حكماء اليونان مثل ارسطو وأمثاله كانوا مشركين يعبدون الأصنام والكواكب))[مجموع الفـتاوى:11/171].
ـــ فهؤلاء من شك في كفرهم أو لم يكفرهُم فهو كافر.
ثانيا :قد يكون الكفر بالتنزيل وقد يكون بالتأويل وغيرها من أنواع رد شرع الله تعالى:
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى:
((فصل التفريق والتبعيض قد يكون فى القدر تارة وقد يكون فى الوصف إما فى الكم و إما فى الكيف كما قد يكون فى التنزيل تارة وفى التأويل أخرى فإن الموجود له حقيقة موصوفة وله مقدار محدود فما أنزل الله على رسله قد يقع التفريق والتبعيض فى قدره وقد يقع فى وصفه فالأول مثل قول اليهود نؤمن بما أنزل على موسى دون ما أنزل على عيسى ومحمد وهكذا النصارى فى إيمانهم بالمسيح دون محمد فمن آمن ببعض الرسل والكتب دون بعض فقد دخل فى هذا فإنه لم يؤمن بجميع المنزل وكذلك من كان من المنتسبين إلى هذه الأمة يؤمن بعض نصوص الكتاب والسنة دون بعض فان البدع مشتقة من الكفر واما الوصف فمثل اختلاف اليهود والنصارى فى المسيح هؤلاء قالوا إنه عبد مخلوق لكن جحدوا نبوته وقدحوا فى نسبه وهؤلاء أقروا بنبوته ورسالته ولكن قالوا هو الله فاختلف الطائفتان فى وصفه وصفته كل طائفة بحق وباطل ومثل الصابئة الفلاسفة الذين يصفون إنزال الله على رسله بوصف بعضه حق وبعضه باطل مثل أن يقولوا ان الرسل تجب طاعتهم ويجوز أن يسمى ما أتوا به كلام الله لكنه إنما أنزل على قلوبهم من الروح الذى هو العقل الفعال فى السماء الدنيا لا من عند الله وهكذا ما ينزل على قلوب غيرهم أيضا كذلك وليس بكلام الله فى الحقيقة وإنما هذا فى الحقيقة كلام النبى وانه سمى كلام الله مجازا فهؤلاء أيضا مبعضين مفرقين حيث صدقوا ببعض صفات ما أنزل الله وبعض صفات رسله دون بعض وربما كان ما كفروا به من الصفات اكثر مما آمنوا به كما ان ما كفر به اليهود من الكتاب أكثر وأعظم مما آمنوا به لكن هؤلاء اكفر من اليهود من وجه وان كان اليهود أكفر منهم من وجه آخر ، فان من كان من هؤلاء يهوديا أو نصرانيا فهو كافر من الجهتين ومن كان منهم لا يوجب اتباع خاتم الرسل بل يجوز التدين باليهودية والنصرانية فهو أيضا كافر من الجهتين فقد يكون أحدهم أكفر من اليهود والنصارى الكافرين بمحمد والقرآن وقد يكون اليهود والنصارى أكفر ممن آمن منهم بأكثر صفات ما بعث الله به محمدا لكنهم فى الأصل أكفر من جنس اليهود والنصارى فان أولئك مقرون فى الأصل بكمال الرسالة والنبوة وهؤلاء ليسوا مقرين بكمال الرسالة والنبوة كما أن من كان قديما مؤمنا من اليهود والنصارى صالحا فهو أفضل ممن كان منهم مؤمنا صالحا وكذلك من كان من المنتسبين إلى الإسلام مؤمنا ببعض صفات القرآن وكلام الله وتنزيله على رسله وصفات رسله دون بعض فنسبته إلى هؤلاء كنسبة من آمن ببعض نصوص الكتاب والسنة دون بعض إلى اليهود والنصارى ومن هنا تتبين الضلالات المبتدعة فى هذه الأمة حيث هى من الايمان ببعض ما جاء به الرسول دون بعض وإما ببعض صفات التكليم والرسالةوالنبوة دون بعض وكلاهما إما فى التنزيل وإما فى التأويل ))[مجموع الفتاوى:12/12-إلى 15]
ثم بين رحمه الله سبب ذلك فقال:
((والسبب الذى أوقع هؤلاء فى الكفر ببعض ما أنزله هو من جنس ما أوقع الأولين فى الكفر بجميع ما أنزل الله فى كثير من المواضع فان من تأمل وجد شبه اليهود والنصارى ومن تبعهم من الصابئين فى الكفر بما أنزل الله على محمد هي من جنس شبه المشركين والمجوس ومن معهم من الصابئين فى الكفر بجنس الكتاب وبما أنزل الله على رسله فى كثير من المواضع فانهم يعترضون على آياته وعلى الكتاب الذي أنزل معه وعلى الشريعة التى بعث بها وعلى سيرته بنحو مما اعترض به على سائر الرسل مثل موسى وعيسى...))[مجموع الفتاوى:ج12/16]
حُكم معارضة الكتاب والسنّة بالعقل والجدال:
قال رحمه الله تعالى:
((ولهذا كان ضلال من ضل من أهل الكلام والنظر في النوع الخبري بمعارضة خبر الله عن نفسه وعن خلقه بعقلهم ورأيهم وضلال من ضل من أهل العبادة والفقه في النوع الطلبي بمعارضة أمر الله الذي هو شرعه بأهوائهم وآرائهم والمقصود هنا أن معارضة أقوال الرسل بأقوال غيرهم من فعل الكفار كما قال تعالى{ ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد} إلى قوله{ وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب} وقال تعالى{ وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق} وقوله تعالى {ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا} مصدق لقول النبي صلى الله عليه وسلم[[ مراء في القرآن كفر]] ومن المعلوم أن كل من عارض القرآن وجادل في ذلك بعقله ورأيه فهو داخل في ذلك وإن لم يزعم تقديم كلامه على كلام الله ورسوله بل إذا قال ما يوجب المرية والشك في كلام الله فقد دخل في ذلك فكيف بمن يزعم أن ما يقوله بعقله ورأيه مقدم على نصوص الكتاب والسنة قال تعالى{ إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه } وقال {الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار } والسلطان هو الكتاب المنزل من السماء كما ذكر ذلك غير واحد من المفسرين وشواهده كثيرة كقوله تعالى{ أم أنزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون } وقوله{ إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان} في سورة الأعراف ويوسف...))[درء تعارض العقل والنقل:أنظر ج5/من 206إلى209].
يتبع---
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمربن محمدالبومرداسي

عمربن محمدالبومرداسي


ذكر عدد الرسائل : 39
تاريخ التسجيل : 02/07/2010

مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية في التكفير هو منهج اهل السنة لا.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية في التكفير هو منهج اهل السنة لا..   مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية في التكفير هو منهج اهل السنة لا.. Icon_minitimeالأربعاء يوليو 07, 2010 9:47 pm

حكم من خالف المتواتر والإجمـاع:
"[مجموع الفتاوى 1/106 ]قال رحمه الله
والثانى أن التوسل يكون فى حياته وبعد موته وفى مغيبه وحضرته ولم يقل أحد أن من قال بالقول الأول فقد كفر ولا وجه لتكفيره فإن هذه مسألة خفية ليست أدلتها جلية ظاهرة والكفر إنما يكون بإنكار ما علم من الدين ضرورة أو بإنكار الأحكام المتواترة والمجمع عليها ونحو ذلك واختلاف الناس فيما يشرع من الدعاء ومالا يشرع كاختلافهم هل تشرع الصلاة عليه عند الذبح وليس هو من مسائل السب عند أحد من المسلمين
وأما من قال أن من نفى التوسل الذى سماه استغاثة بغيره كفر وتكفير من قال بقول الشيخ عز الدين وأمثاله فأظهر من أن يحتاج الى جواب بل المكفر بمثل هذه الأمور يستحق من غليظ العقوبة والتعزير ما يستحقه أمثاله من المفترين على الدين لا سيما مع قول النبى من قال لأخيه كافر فقد باء بها أحدهما
وأما من قال ما لا يقدر عليه الا الله لا يستغاث فيه الا به فقد قال الحق بل لو قال كما قال أبو يزيد استغاثة المخلوق بالمخلوق كاستغاثة الغريق بالغريق وكما قال الشيخ أبو عبد الله القرشى استغاثة المخلوق بالمخلوق كاستغاثة المسجون بالمسجون لكان قد أحسن فإن مطلق هذا الكلام يفهم منه الإستغاثة"
فشيخ الإسلام هنا بين أن الكفر يكون في ما هو مجمعٌ عليه ولذلك ترى كثير من الخوارج وأصحاب فكر التكفير في عصرنا يكفر بأمور لا يعرفها إلا خاصّة اهل العلم ..والله المستعان.
فالمسائل الخفية التي تخفى أحكامها على الناس أو يلبس عليهم فيها فلا يكفرُ بها .
وقال رحمه الله تعالى:
<<[مجموع الفتاوى28/118]>>
<<واما من انكر تحريم شئ من المحرمات المتواترة كالخمر والميتة والفواحش أوشك فى تحريمه فانه يستتاب ويُعرّّف التحريم فان تاب والا قتل وكان مرتدا عن دين الاسلام ولم يصل عليه ولم يدفن بين المسلمين>>
وقال رحمه الله تعالى:
<<[مجموع الفتاوى11/405]
ومن جحد وجوب بعض الواجبات الظاهرة المتواترة كالصلوات الخمس وصيام شهر رمضان وحج البيت العتيق أو جحد تحريم بعض المحرمات الظاهرة المتواترة كالفواحش والظلم والخمر والميسر والزنا وغير ذلك أو جحد حل بعض المباحات الظاهرة المتواترة كالخبز واللحم والنكاح فهو كافر مرتد يستتاب فان تاب والا قتل وان اضمر ذلك كان زنديقا منافقا لا يستتاب عند اكثر العلماء بل يقتل بلا استتابة إذا ظهر ذلك منه
ومن هؤلاء من يستحل بعض الفواحش كاستحلال مؤاخاة النساء الأجانب والخلو بهن زعما منه انه يحصل لهن البركة بما يفعله معهن وإن كان محرما فى الشريعة وكذلك من يستحل ذلك من المردان ويزعم ان التمتع بالنظر إليهم ومباشرتهم هو طريق لبعض السالكين حتى يترقى من محبة المخلوق الى محبة الخالق ويأمرون بمقدمات الفاحشة الكبرى وقد يستحلون الفاحشة الكبرى كما يستحلها من يقول ان التلوط مباح بملك اليمين فهؤلاء كلهم كفار باتفاق المسلمين
>>
فالذي يترجح عند شيخ الإسلام رحمه الله في هاته المسألة المهمّة :
أن رد شرع الله مع العلم بذلك كفر ناقل عن الملّة ،وإن كان الرجل عالما عابدا زاهدا ورعا وكذلك بين رحمه الله أنه قد يحصل الجهل ببعض ما هو معلوم من الدين بالضرورة كقصة الصحابة الذين شربوا الخمر عن تاويل للآية
------- - - -يتبع ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمربن محمدالبومرداسي

عمربن محمدالبومرداسي


ذكر عدد الرسائل : 39
تاريخ التسجيل : 02/07/2010

مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية في التكفير هو منهج اهل السنة لا.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية في التكفير هو منهج اهل السنة لا..   مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية في التكفير هو منهج اهل السنة لا.. Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 13, 2010 6:25 pm

حكم سب الله او الاستهزاء بالله أو بآياته (عياذا بالله تعالى):
معنى السب ومفهومه الذي يكفُر به قائله:
قال شيخ الإسلام في الصارم المسلول[546]:" السب الذي ذكرنا حكمه من المسلم هو الكلام الذي يقصد به الانتقاص والاستخفاف وهو ما يفهم منه السب في عقول الناس على اختلاف اعتقاداتهم كاللعن والتقبيح ونحوه وهو الذي دل عليه قوله تعالى {ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم } فهذا اعظم ما تفوه به الالسنة فاما ما كان سبا في الحقيقة والحكم لكن من الناس من يعتقده دينا ويراه صوابا وحقا ويظن ان ليس فيه انتقاص ولاتعييب فهذا نوع من الكفر حكم صاحبه اما حكم المرتد المظهر للردة او المنافق المبطن للنفاق والكلام في الكلام الذي يكفر به صاحبه او لايكفر وتفصيل الاعتقادات وما يوجب منها الكفر او البدعة فقط وما اختلف فيه من ذلك ليس هذا موضعه وانما الغرض ان لايدخل هذا في قسم السب الذي تكلمنا في استتابة صاحبه نفيا واثباتا والله اعلم"اهـ
قول الكفر مع الظنّ أنه ليس كفرا:
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى[7/283]:
" هؤلاء الصنف الذين كفروا بعد اسلامهم غير الذين كفروا بعد إيمانهم فان هؤلاء حلفوا بالله ما قالوا وقد قالوا كلمة الكفر التى كفروا بها بعد اسلامهم وهموا بما لم ينالوا وهو يدل على أنهم سعوا فى ذلك فلم يصلوا الى مقصودهم فإنه لم يقل هموا بما لم يفعلوا لكن بما لم ينالوا فصدر منهم قول وفعل قال تعالى ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب فاعترفوا واعتذروا ولهذا قيل {لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ان نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين} فدل على أنهم لم يكونوا عند أنفسهم قد أتوا كفرا بل ظنوا أن ذلك ليس بكفر فبين أن الاستهزاء بالله وآياته ورسوله كفر يكفر به صاحبه بعد ايمانه فدل على أنه كان عندهم ايمان ضعيف ففعلوا هذا المحرم الذى عرفوا أنه محرم ولكن لم يظنوه كفرا وكان كفرا كفروا به فانهم لم يعتقدوا جوازه "اهـ
ـ تكفير الانبياء والاستهزاء بهم أو سبّهم:
قال رحمه الله في الصارم المسلول:[527-528]:
" قال عياض فهذا الباب كله مما عده العلماء سبا وتنقصا يجب قتل قائله لم يختلف في ذلك متقدمهم ومتاخرهم وان اختلفوا في حكم قتله وكذلك قال ابو حنيفة واصحابه فيمن تنقصه او برئ منه او كذبه انه مرتد وكذلك قال اصحاب الشافعي كل من تعرض لرسول الله بما فيه استهانة فهو كالسب الصريح فان الاستهانة بالنبي كفر وهل يتحتم فيه قتله او يسقط بالتوبة على الوجهين وقد نص الشافعي على هذا المعنى فقد اتفقت نصوص العلماء من جميع الطوائف على ان التنقص به كفر مبيح للدم وهم في استتابته على ما تقدم من الخلاف ولا فرق في ذلك بين ان يقصد عيبه والازراء به او لا يقصد عيبه لكن المقصود شيء اخر حصل السب تبعا له او لا يقصد شيئا من ذلك بل يهزل ويمزح او يفعل غير ذلك فهذا كله يشترك في هذا الحكم اذا كان القول نفسه سبا فان الرجل يتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما يظن ان تبلغ ما بلغت يهوي بها في النار ابعد مما بين المشرق والمغرب ومن قال ما هو سب وتنقص له فقد اذى الله ورسوله وهو ماخوذ بما يؤذي به الناس من القول الذي هو في نفسه اذى وان لم يقصد اذاهم الم تسمع الى الذين قالوا{ انما كنا نخوض ونلعب }فقال الله تعالى {ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم } وهذا مثل من يغضب فيذكر له حديث عن النبي او حكم من حكمه او يدعى لما سنه فيلعن ويقبح ونحو ذلك وقد قال تعالى {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما} فأقسم سبحانه بنفسه انهم لايؤمنون حتى يحكموه ثم لايجدون في نفوسهم حرجا من حكمه فمن شاجر غيره في أمره وحرج لذكر رسول الله حتى افحش في منطقة فهو كافر بنص التنزيل ولا يعذر بان مقصوده رد الخصم فان الرجل لايؤمن حتى يكون الله ورسوله احب اليه ممن سواهما وحتى يكون الرسول احب اليه من ولده ووالده والناس اجمعين "اهـ.
فائدة : في سب أبٍ هاشميّ وأنه[لا تباح عصمة الدم بالشكّ]:
قال رحمه الله تعالى:[مجموع الفتاوى24/136]:
" لكن إن سب مسلم أبا مسلم فإنه يعزر على ذلك فالهاشمي إذا سب أبا مسلم عزر الهاشمي على ذلك ومن سب أبا هاشمي عزر على ذلك ولا يجعل ذلك سبا للنبي ولو سب أباه وجده لم يحمل على النبي فإن اللفظ ليس ظاهرا في ذلك إذ الجد المطلق هو أبو الأب وإذا سمي العبد جدا فأجداده كثيرة فلا يتعين واحد وسب النبي كفر يوجب القتل فلا يزول الإيمان المتعين بالشك ولا يباح الدم المعصوم بالشك لا سيما والغالب من حال المسلم هو أن لا يقصد النبي فلا لفظه ولا حاله يقتضي ذلك ولا يقبل عليه قول من ادعى أنه قصد الرسول بلا حجة والله أعلم "اهـ.
الجواب عن شبهة لماذا لم يقتل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذي الخويصرة:
قال رحمه الله [الصارم المسلول:231-232]:
" وقد روى عن ابي برزة الاسلمي قال اتى رسول الله بمالا فقسمه فاعطى من عن يمينه ومن عن شماله ولم يعط من وراءه شيئا فقام رجلا من ورائه فقال يا محمد ما عدلت في القسمة رجل اسود مطموم الشعر عليه ثوبان ابيضان فغضب رصول الله غضبا شديدا وقال والله لا تجدون بعدي رجلا هو اعدل مني ثم قال يخرج في اخر الزمان قوم كان هذا منهم يقرؤون القران لايجاوز تراقيهم يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية سيماهم التحليق لايزالون يخرجون حتى يخرج اخرهم مع المسيح الدجال فاذا لقيتموهم فاقتلوهم هم شر الخلق والخليقة رواه النسائي، ومن هذا الباب ما خرجاه في الصحيحين عن ابي وائل عن عبد الله قال لما كان يوم حنين اثر رسول الله ناسا في القسمة فاعطى الاقرع بن حابس مئة من الابل واعطي عيينه بن حصن مثل ذلك واعطى ناسا من اشراف العرب واثرهم يومئذ في القسمة فقال: رجل والله ان هذه لقسمة ما عدل فيها او ما اريد بها وجه الله قال فقلت والله لاخبرن رسول الله قال فاتيته فاخبرته بما قال فتغير وجهه حتى كان كالصرف ثم قال فمن يعدل اذا لم يعدل الله ورسوله ثم قال يرحم الله موسى قد اوذي باكثر من هذا فصبر قال فقلت لاجرم لا ارفع اليه بعدها حديثا وفي رواية للبخاري قال رجل من الانصار ما اريد بها وجه الله وذكر الواقدي ان المتكلم بهذا كان معتب بن قشير وهو معدود من المنافقين فهذا الكلام مما يوجب القتل بالاتفاق لانه جعل النبي ظالما مرائيا وقد صرح النبي بان هذا من اذى المرسلين ثم اقتدى في العفو عن ذلك بموسى عليه السلام ولم يستتب لان القول لم يثبت فانه لم يراجع القائل ولا تكلم في ذلك بشيء "اهـ
فبين رحمه الله انه اقتدى بسنة المرسلين في الصبر على الأذى :
فقال موضحا :[الصارم المسلول:234/235]:
" فهذا الباب كله مما يوجب القتل ويكون به الرجل كافرا منافقا حلال الدم كان النبي وغيره من الانبياء عليهم السلام يعفون ويصفحون عمن قاله امتثالا لقوله تعالى{ خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين} ولقوله تعالى {ادفع بالتي هي احسن السيئة وقوله ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم }ولقوله تعالى{ ولو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر} ولقوله تعالى{ ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع اذاهم} ذلك لان درجة الحلم والصبر على الاذى والعفو عن الظلم افضل اخلاق اهل الدنيا والاخرة يبلغ الرجل بها ما لا يبلغه بالصيام والقيام قال تعالى {والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين} وقال تعالى {وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا واصلح فاجره على الله }وقال تعالى{ ان تبدو خيرا او تخفوه او تعفوا عن سوء فان الله كان عفوا قديرا }وقال {وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين} والاحاديث في هذا الباب كثيرة مشهورة ثم الانبياء احق الناس بهذه الدرجة لفضلهم واحوج الناس اليها لما ابتلوا به من دعوة الناس ومعالجتهم وتغيير ما كانوا عليه من العادات هو امر لم يات به احد الا عودي فالكلام الذي يؤذيهم يكفر به الرجل فيصير به محاربا ان كان ذا عهد ومرتدا او منافقا ان كان ممن يظهر الاسلام ولهم فيه ايضا حق الادمي فجعل الله لهم ان يعفوا عن مثل هذا النوع ووسع عليهم ذلك لما فيه من حق الادمي تغليبا لحق الادمي على حق الله كما جعل لمستحق القود وحد القذف ان يعفو عن القاتل والقاذف واولى لما في جواز عفو الانبياء ونحوهم من المصالح العظيمة المتعلقة بالنبي والامة وبالدين وهذا معنى قول عائشة رضي الله عنها {ما ضرب رسول الله بيده خادما له ولا امراة ولا دابه ولا شيئا قط الا ان يجاهد في سبيل الله ولا انتقم لنفسه قط وفي لفظ ما نيل منه شئ فانتقم من صاحبه الا ان تنتهك محارم الله فاذا انتهكت محارم الله لم يقم لغضبة شئ حتى ينتقم لله }متفق عليه ومعلوم ان النيل منه اعظم من انتهاك المحارم لكن لما دخل فيها حقه كان الامر اليه في العفو او الانتقام فكان يختار العفو وربما امر بالقتل اذا راى المصلحة في ذلك بخلاف ما لاحق له فيه من زنى او سرقة او ظلم لغيره فانه يجب عليه القيام به"اهـ
وعند كلامه عن حديث مسلم رحمه الله ،قال[الصارم المسلول:237]:
""ولما قال ذو الخويصرة اعدل فانك لم تعدل وعند غير هذه القضية انه انما لم يقتلهم لئلا يتحدث الناس ان محمدا يقتل اصحابه فان الناس ينضرون الى ظاهر الامر فيرون واحدا من الصحابة قد قتل فيظن الظان انه يقتل بعض اصحابه على غرض او حقد او نحو ذلك فينفر الناس عن الدخول في الاسلام واذا كان من شريعته ان يتألف الناس على الاسلام بالاموال العظيمة ليقوم دين الله وتعلو كلمته فلان يتألفهم بالعفو اولى واحرى فلما انزل الله براءة ونهاه عن الصلاة على المنافقين والقيام على قبورهم وامره ان يجاهد الكفار والمنافقين ويغلظ عليهم نسخ جميع ما كان المنافقون يعاملون به من العفو كما نسخ ما كان الكفار يعاملون به من الكف عمن سالم ولم يبقى الا اقامة الحدود واعلاء كلمة الله في حق الانسان ""
ـ بين رحمه الله تعالى أنه كان ايضا تأليفا للقلوب ثم نسخ بنزول سورة براءة .
يتبع---



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية في التكفير هو منهج اهل السنة لا..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المجالس العلمية للدعوة السلفية :: المنتدى العلـــمي :: قسم المنهج-
انتقل الى: