المجالس العلمية للدعوة السلفية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كلمة سواء في تصحيح العمل والمنهج للشيخ حسين العوايشة حفظه ال

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عمربن محمدالبومرداسي

عمربن محمدالبومرداسي


ذكر عدد الرسائل : 39
تاريخ التسجيل : 02/07/2010

كلمة سواء في تصحيح العمل والمنهج للشيخ حسين العوايشة حفظه ال Empty
مُساهمةموضوع: كلمة سواء في تصحيح العمل والمنهج للشيخ حسين العوايشة حفظه ال   كلمة سواء في تصحيح العمل والمنهج للشيخ حسين العوايشة حفظه ال Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 14, 2010 9:17 pm


كلمة سواء في تصحيح العمل والمنهج

قال الله – تعالى - ﴿وَٱلَّذِينَ جَـٰهَدُواْ فِينَا لَنَہۡدِيَنَّہُمۡ سُبُلَنَا‌ۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ﴾ [العنكبوت:69]

قال الحافظ ابن كثير – رحمه الله-: " ﴿وَٱلَّذِينَ جَـٰهَدُواْ فِينَاَ﴾، يعني : الرسولَ – صلوات الله وسلامه عليه – وأصاحبَه وأتباعَه إلى يوم الدين.

﴿ لَنَہۡدِيَنَّہُمۡ سُبُلَنَا‌ۚ ﴾، أي : لنُبصَّرنَّهم سُبلَنا، أي : طُرُقَنا في الدنيا والآخرة"

ثم ذكَر بإسناد ابن أبي حاتم إلى عباس الهمداني في قول الله – تعالى - : ﴿وَٱلَّذِينَ جَـٰهَدُواْ فِينَا لَنَہۡدِيَنَّہُمۡ سُبُلَنَا‌ۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ﴾ قال: "الذين يعملون بما يعلمون، يهديهم لما لا يعلمون".

قال أحمد بن أبي الحواري: " فحدَّثتُ به أبا سليمان الداراني فأعجبه، وقال: ليس ينبغي لمن ألهم شيئاً من الخير ان يعمل به؛حتى يسمعه في الأثر، فإذا سَمِعَه في الأثر عَمِلَ به، وحَمَدَ اللهَ حين وافق ما في نفسه".

وقال الإمام القرطبي – رحمه الله – بحذف :"قوله : ﴿وَٱلَّذِينَ جَـٰهَدُواْ فِينَا﴾ أي جاهدوا الكفار فينا، أي : في طلَب مرضاتنا"، وقال السّديّ وغيره: "إنَّ هذه الآية نَزَلت قبل فرض القتال"، قال ابن عطيه :" فهي قبل الجهاد العرفي، وإنَّما هو جهادٌ عامٌ في دين الله وطلب مرضاته، قال الحسن بن أبي الحسن: الآيةُ في العُبَّاد" وقال ابن عباس وإبراهيم بن أدهم: "هي في الذين يعملون بما يعلمون..."

وقال عمر بن عبد العزيز: "إنَّما قصَّر بنا عن علم ما جَهِلْنا؛ تقصيرنا في العمل بما عَلِمْنا، ولو عَملْنا ببعض ما عَلمْنا لأُورثنا عِلْماً لا تقوم به أبداننا، قال الله – تعالى ﴿وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ‌ۖ وَيُعَلِّمُڪُمُ ٱللَّهُ‌ۗ ﴾ [البقرة 282]، وقال أبو سليمان الداراني: "ليس الجهاد في الآية قتال الكفار فقط، بل هو نصْر الدين، والرَّد على المبطلين؛ وقمع الظالمين؛ وعَظَمةُ الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، ومنه مجاهدة النفوس في طاعة الله وهو الجهاد الأكبر، وقال سفيان بن عُيينة لابن المبارك: "إذا رأيت النَّاسَ قد اختلفوا فعليك بالمجاهدين وأهل الثغور فإنَّ الله – تعالى – يقول: ﴿لَنَہۡدِيَنَّہُمۡ﴾([1]).

قال الضحاك: "معنى الآية: والذين جاهدوا في الهجرة لنهدينهم سُبُل الثبات على الإيمان، ثم قال "مَثَل السنُّة في الدنيا كَمَثل الجنة في العقبى، مَن دخَل الجنّة في العقبي سَلِم، كذلك مَن لَزِمَ السنَّة في الدنيا سَلِم" وقال ابن عباس: "والذين جاهدوا في طاعتنا لنهدينَّهم سُبُل ثوابنا، وهذا يتناول بعموم الطاعة جميع الأقوال"، ونحوه قال عبد الله بن الزبير قال "تقول الحكمة: مَن طلبني فلم يجدني فليطلبني في موضعين: أن يعمل بأحسن ما يعلمُه، ويجتنب أسوأ ما يعلمه..."

وقال العلامة السَّعدي – رحمه الله -:" ﴿وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ﴾ بالعون، والنصر، والهداية، دلّ هذا على أن أحرى الناس بموافقة الصواب أهل الجهاد، وعلى أنَّ من أحسن فيما أمِر به، أعانه الله، ويسَّر له أسباب الهداية. وعلى أنَّ من جدَّ واجتهد في طلب العلم الشرعي، فإنَّه يحصل له من الهداية، والمعونة على تحصيل مطلوبه، أمور إلهية، خارجة عن مَدْرَك اجتهاده، وتيسَّر له أمر العلم. فإنَّ طلب العلم الشرعي من الجهاد في سبيل الله، بل هو أحد نوْعَي الجهاد، الذي لا يقوم به إلا خواصّ الخلق، وهوالجهاد بالقول واللسان، للكفار والمنافقين، والجهاد على تعليم أمور الدين، وعلى ردَّ نزاع المخالفين للحقّ، ولو كانوا من المسلمين".

وقال العلامة الشنقيطي – رحمه الله – في "أضواء البيان"(6/471): "ذكَرَ – جَلَّ وعلا – في هذه الآية الكريمة : أنَّ الذين جاهدوا فيه أنه يهديهم الى سُبل الخير والرشاد، وأقسم على ذلك بدليل اللام في قوله: ﴿لَنَہۡدِيَنَّہُمۡ﴾ انتهى.

وعن فضالة بن عبيد – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجَّة الوداع :"ألا أخبركم بالمؤمن؟ من أمنهُ الناس على أموالهم وأنفسهم والمسلم من سَلِمَ الناس من لسانه ويده، والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله، والمهاجر مَن هَجرَ الخطايا والذنوب"([2]).

قلتُ: ويُفهم ممَّا سَبق من نصوصٍ وآثار ما يأتي:
1. إنَّ كلمة ﴿جَـٰهَدُواْ فِينَا﴾ تعني: أنَّه لا يتمَّ الجهاد والمجاهدة إلا بالعلم بالحديث والآثار؛ لأنَّ ﴿فِينَا﴾ تعني: الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين، وهذا يقتضي أن يكون العمل على مَنهج السَّلف الصَّالح.

وتقيد الامر بـ ﴿فِينَا﴾ يُفهم أنه قد يكون جُهد وجهاد ومُجاهدة؛ على غير مَنهج النبي صلى الله عليه وسلم وأصاحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، فهؤلاء لا يحظَون بوعْد الله – تعالى – وهو أن يُهدوا سبيل الله التي ذكرها – سبحانه – في قوله ﴿لَنَہۡدِيَنَّہُمۡ سُبُلَنَا‌ۚ﴾ أي : طرقنا في الدنيا والآخرة فلا بُدَّ من مُراعاة (نا) التي تعود إلى لفظ الجلالة؛ لا إلى (نا) التي تعود إلى المتكلّم أو حزبه او تكتُّله.

وهذا يجعلنا ندرك قول أبي سليمان الداراني – رحمه الله – " ليس ينبغي لمن ألهم شيئاً من الخير ان يعمل به؛ حتى يسمعه في الأثر، فإذا سَمِعَه في الأثر عَمِلَ به، وحَمَدَ اللهَ حين وافق ما في نفسه". وهذه قاعدة عظيمة في العبودية والطاعة والمنهج.

وما أصاب البشريّة من أدواء في عقيدتها أو منهجها أو سلوكها؛ إلا لأنَّ كُلَّ من ألهم (خيراً) عمل به ، بل إنهم قد اختلفوا في مدلول الخير اختلافاً كثيراَ، فتعدَّدت الديانات والعقائد والمناهج وتناطحت وتلاطمت.

فالخير هو الذي جاء في الكتاب والسنَّة والأثر.

والخير هو الذي عمل به الصحابة – رضي الله عنهم –.

والخير كلُّ الخير في منهج سلف الأمَّة؛ لا في سواهم.

2. ومن أبرز الأمثلة على القاعدة الجليلة المتقدَّمة، أن يُلهَم المرءُ جهاد الأعداء، فعليه أن يتحرَّى النُّصوص والآثار، وأن يعود في ذلك الى علماء الأُمة كيلا يُجانب الصواب.

3. إنَّ كلمة ﴿جَـٰهَدُواْ﴾ - كما ذكر المفسِّرون – لا تقتصر على جهاد الكُفَّار فحسب؛ بل في نصر الدين والردّ على المبطلين وقمع الظالمين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكذلك مجاهدة النُّفوس في طاعة الله وهو الجهاد الأكبر، وذلك أنَّ جهاد الميدان يفتقر إلى جهاد النفس، فلو كان ذلك المجاهدُ مُرائياً؛ فإنُّه يُسحب على وجهه في النّار يوم القيامة.


ولو أنًّ رجلاً عاجزاً عن الجهاد لمرضٍ أقعده، وكانت عيناه تفيض من الدمع، وقلبه يتلوُّع أسىً وحزناً، فهذا – بلا ريب – يُبلغه الله – سبحانه – منازل الشهداء وإنْ مات على فراشه، وقد قال – عليه الصلاة والسلام -: مَن سأل الله الشهادة بصدق بلَّغه الله منازل الشهداء وإنْ مات على فراشه" [أخرجه مسلم :1909].

وعن أبي عبدالله جابر بن عبدالله الأنصاري – رضي الله عنهما – قال: كنَّا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاةٍ فقال: إنَّ بالمدينة لرجالاً ما سرتم مسيراً، ولا قطعتم وادياً، إلا كانوا معكم حبَسهم المرض". وفي رواية :"إلا شركوكم في الأجر"[أخرجه مسلم:1911].

وأخرجه الإمام البخاري (2839) عن أنس – رضي الله عنه – قال: "إنَّ أقواماً خلْفنا بالمدينة ما سلكْنا شِعْباً ولا وادياً، إلا وهم معنا؛ حبسهم العُذر".

4. إذا تحقَّق الجهاد في الله – سبحانه – هُدي سبيله وتحقَّقت معيَّته – تبارك وتعالى - ﴿وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ﴾ [العنكبوت:69]. فالإحسان أن يُجاهد المرء في الله؛ على النحو الذي تقدَّم ، وهو مُفسَّرٌ في حديث جبريل – عليه السلام - :".... أنْ تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك". [متفق عليه].

أسأل الله – تعالى – أن يُفقّهنا في ديننا، وأن يهدينا الصراط المستقيم، وأن يَجعلنا من المحسنين ، إنه سميع الدعاء.






-[1] هذا كلام جميل؛ لكن؛ لمن كان على المنهج الذي يعنيه ابن المبارك – رحمه الله – وهو منهج السلف، أما إذا كان المجاهدون أصلا مختلفين، فسينجُّر الخلاف الى الثغور مع الاسف وهذا أمر بيِّن.
[2] أخرجه أحمد وغيره، وهو حديث صحيح خرَّجه شيخنا – رحمه الله – في "الصحيحة" (549).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كلمة سواء في تصحيح العمل والمنهج للشيخ حسين العوايشة حفظه ال
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المجالس العلمية للدعوة السلفية :: المنتدى العــــام ::   :: قسم المواضيع العامة-
انتقل الى: