التجرد لله -عز وجل-في دعاء الاستخارة لشيخنا العيد شريفي..

لتجرد لله -عز وجل-في دعاء الاستخارة PDF طباعة أرسل لصديقك
الاثنين, 04 أكتوبر 2010 18:50

altالتجرد لله -عز وجل-في دعاء الاستخارة


لشيخنا العيد شريفي-حفظه الله-



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الكريم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

ما يمر بالمسلم من أمر إلا ويربطه بالله لكن يجب ابتداء أن ينظر هذا الشيء الذي مر بك إما هو ابتلاء أو معصية –كما سبق أن ذكرنا مصائب ومعائب- ومن خلاله تحدد عبوديتك, إذا كانت مصيبة لابد من صبر, وإذا كانت معيبة لابد من استغفار وتوبة وإنابة إلى الله , والإنسان على نفسه بصيرة, هو الذي ينظر في حياته فما يصيبه من شيء إلا ويرده إلى شيء آخر.
أكثر ما يصيبنا الآن بما كسبت أيدينا, من منا حقق الإيمان في نفسه بحيث يصبح أشد الناس بلاء الأنبياء فالأمثل فالأمثل, ما زلنا نسعى إلى تحقيق ذلك, وعيوبنا وذنوبنا كثيرة جدا لا يحصيها إلا الله  فنسأله أن يتجاوز عنا.
◄ الإنسان يكون في نعمة وفي طاعة, في خير والتزام, ثم يظهر له أن هذه الحال التي هو عليها لا تليق به هو, يريد أن يتغير إلى شيء آخر, هذا التغير هو اختيار الإنسان لنفسه, واختيار الإنسان لنفسه قاصر, إذن لو يختار لنفسه ذاك الاختيار ويسعى إليه من نفسه وبنفسه, سرعان ما يصل إلى مبتغاه, فيعود عليه ما أراد الوصول إليه وبالا, فيقول –ابن قيم الجوزية- للخروج من هذه الورطة, يلجأ إلى الاستخارة, فيعيد الأمر إلى الله , معناه إن استخار الآن , هو الآن في شيء قدره الله له, هذا الشيء الذي قدره الله له, يتبين إما من نفسه وإما من الشيطان أنه ليس ذاك المبتغى, وأراد التحول, فعوض أن يحاول ويسعى ويفعل ما في وسعه لكي يفعل ذلك, يعيد الأمر لله  ويستخيره في هذا الأمر الذي يريد الإقدام عليه؛ هنا يصبح الإنسان خرج من اختياره إلى اختيار الله, فهكذا الإنسان ما يمر به ينظر إليه بحسب حاله؛ أكبر ما نرد ما نحن فيه من مصائب وبلاء نرده إلى ذنوبنا؛ والاستخارة تتطلب من الإنسان شيء واحد وهو التجرد أثناء الدعاء, وان لا يستخير في شيء إلا إذا كان همّ به, أي سيبدأ السير إليه؛ إذن فالمطلوب من المستخير أثناء الاستخارة والدعاء: أن يتجرد لله , بحيث في لحظة الدعاء يترك هواه جانبا واختياره جانبا وشهوته جانبا ويعود إلى الله , يقول: « اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم » عندما يقول هذا وهو مستحضر للمعاني ويكون هناك تجرد كلي في دعائه, لابد أن يقول هذا وهو مستحضر.

◂أقول بالنسبة للاستخارة حتى يتضح أمرها, الاستخارة لا تكون إلا في أمر غير معلوم العاقبة, أما إذا كان معلوم العاقبة فلا يستخار فيه؛ إذا كان غير معلوم العاقبة فذاك تجوز فيه الاستخارة؛ إذا كنت مثلا ذاهب إلى العمرة هل أستخير؟ لا أستخير؛ فأي عمل من الأعمال التي قد علمت عاقبتها وان فيها خير لا يستخار, ويقدم عليه, قال تعالى:  وفي ذلك فليتنافس المتنافسون الصدقات التي تصدق بها الصحابة وأراد عمر بن الخطاب أن يسابق أبا بكر فيها, هل استخاروا الله ؟ لم يستخيروا, بل سارعوا في ذلك.
كذلك ما كان معلوم العاقبة العكسية مثلا: إنسان ذهب يسرق, معلوم أن السرقة عاقبتها شر؛ إذن ما كان معلوم العاقبة لا يستخار فيه, فما كان غير جائز شرعا لا يستخار فيه.

◈رؤية الإنسان البشرية للشيء رؤية, والرؤية الشرعية شيء آخر ولهذا قال المولى  ليميز بين الرؤيتين:  كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون  (1) ما معنى وأنتم لا تعلمون ؟ أي جهال, فالجاهل لا حق له أن ينظر للأشياء بمنظاره هو, لابد أن يرد الأمر للمختص العليم الخبير, يعني أن المولى  وضّح هذه الموازين وبيّن أين الخير وأين الشر, ويؤكد هذا, الحديث: « حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات»(2) لابد لهذه الأمور الشرعية من رؤية صحيحة لا رؤية بشرية, لأن الرؤية البشرية يعتريها كثير من الملابسات, إما هوى وإما شهوة, وإما عداوة أو ظلم...ولذلك دائما وأبدا حتى تكون الرؤية الشرعية صحيحة لابد من تعامل شرعي ونظرة شرعية.

(1)- سورة-البقرة-الآية 216.
(2)- أخرجه مسلم في " صحيحه " كتاب-الجنة وصفة نعيمها وأهلها
حديث[2822]-[4/2174].

المصــــــــــــــــــــدر

التجرد لله -عز وجل-في دعاء الاستخارة

بارك الله فيك اخي عمرر على نقل هذه المادة نرجو التواجد والمشاركة اكثر
نسال الله ان يغنينا بفضله عن غيره

[b]جزاكم الله خيرا يا شيخ محمد وأحسن إليكم