وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله وبياك اخى fantaine_fraiche
بارك الله فيك على مرورك الطيب اخى الحبيب
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
انا هنا ساتكلم بناءا على مافهمته من السؤال واسال الله ان يكون مافهمته صحيحا..اللهم امين
لكن قبل الخوض فى هذا دعنى اوضح لك بعض الكلام للائمه الاعلام لعل به يتضح الامر:
قال الإمام الشافعي: " وكان الإجماع من الصحابة والتابعين من بعدهم ممن أدركناهم أن الإيمان قول وعمل ونية ، لا يجزئ واحد من الثلاثة بالآخر". شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي (1278)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع فتاواه :(7/616): ( وقد تقدم أن جنس الأعمال من لوازم إيمان القلب وأن إيمان القلب التام بدون شيء من الأعمال الظاهرة ممتنع...).
وقال-أيضاً-:(فقول السلف: الإيمان قول وعمل؛ ليبينوا اشتماله على الجنس ولم يكن مقصودهم ذكر صفات الأقوال والأعمال).(الفتاوى: 7/506).
وقال سماحة الشيخ: عبد العزيز بن باز- رحمه الله- فيما نشرته جريدة الرياض-عدد:12506-:(...العمل عند الجميع شرط صحة إلا أنهم اختلفوا فيما يصح الإيمان به منه؛ فقالت الجماعة: إنه الصلاة, وعليه إجماع الصحابة - رضي الله عنهم-,كما حكاه :عبد الله بن شقيق. وقال آخرون بغيرها. إلا أن جنس العمل لابد منه لصحة الإيمان عند السلف جميعاً. لهذا الإيمان عندهم قول وعمل واعتقاد, لا يصح إلا بها مجتمعة)أ.هـ
وقال -أيضاً- كما في المشكاة:( المقصود بالعمل جنس العمل). وعلق الشيخ :صالح الفوزان -حفظه الله- على هذا الموضع بقوله:(أي القول بأن العمل شرط كمال في الإيمان هو قول المرجئة كما في كتاب ((أقول ذوي العرفان في أن أعمال الجوارح داخلة في الإيمان))والشاهد منه:تأييد الشيخ صالح لسماحته. وقد نقله صاحب الكتاب عن مجلة المشكاة-المجلد الثاني\الجزء الثاني:ص279و280-.وعلق الشيخ العلامة:صالح الفوزان -حفظه الله-على قول الشيخ :عبد العزيز بن باز-رحمه الله- من الجزء السابق ص90:(إلا أن جنس العمل لابد منه لصحة الإيمان عند السلف جميعاً ) بقوله:(لكن جنس العمل هو من حقيقة الإيمان وليس شرطاً فقط).ص91 وقال:(فالأعمال المكفرة سواء كانت تركاً كترك جنس العمل أو الشهادتين أو الصلاة أو كانت فعلاً كالسجود لصنم أو الذبح لغير الله:فهي شرط لصحة الإيمان) 94 من المجلة نفسها والجزء.
ما حكم من ترك جميع الأعمال بالكلية لكنه نطق بالشهادتين ويقر بالفرائض لمنه لا يعمل شيئاً البتة ، فهل هذا مسلم أم لا؟ علماً بأن ليس له عذرٌ شرعي يمنعه العمل بتلك الفرائض ؟
أجاب عليه العلامة صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله -:
هذا لا يكون مؤمناً ، من كان يعتقد بقلبه ويقر بلسانه ولكن لا يعمل بجوارحه عطل الأعمال كلها من غير عذر هذا ليس بمؤمن ، لأن الإيمان كما ذكرنا وكما عرفه أهل السنة والجماعة : أنه قول باللسان وإعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح ، لا يحصل الإيمان إلا بمجموع هذه الأمور فمن ترك واحداً منها فإنه لا يكون مؤمناً. (كتاب ( الإجابات المهمة في المشاكل المدلهمة) ص108).
سئل أيضاً حفظه الله : ما حكم من يقول بأن من قال : أن من ترك العمل الظاهر بالكلية بما يسمى عند بعض أهل العلم بجنس العمل أنه كافر ؛ أن هذا القول قالت به فرقة من فرق المرجئة ؟
فأجاب - رعاه الله - :
هذا كما سبق. أن العمل من الإيمان، العمل إيمان، فمن تركه يكون تاركاً للإيمان، سواء ترك العمل كله نهائياً فلم يعمل شيئاً أبداً، أو أنه ترك بعض العمل لأنه لا يراه من الإيمان ولا يراه داخلاً في الإيمان فهذا يدخل في المرجئة . (أسئلة وأجوبة في مسائل الإيمان والكفر - موقع الشيخ الفوزان )
ونكتفى بهؤلاء ونعود للتعليق:
مما سبق اخى يتضح لك ان الايمان عند أهل السنة و الجماعة قول وعمل، قول القلب،وقول اللسان، وعمل القلب وعمل الجوارح ، فمتى انتقض ركن من هذه الأركان انتقض الإسلام و هذا بإجماع أهل السنة والجماعة .
وقال بن القيم رحمه الله ( وها هنا أصل آخر وهو أن حقيقة الإيمان مركبة من قول وعمل.
والقول قسمان: قول القلب وهو الاعتقاد، وقول اللسان وهو التكلم بكلمة الإسلام.
والعمل قسمان: عمل القلب وهو نيته وإخلاصه ،وعمل الجوارح.
فإذا زالت هذه الأربعة زال الإيمان بكماله.
وإذا زال عمل القلب مع اعتقاد الصدق فهذا موضع المعركة بين المرجئة وأهل السنة، فأهل السنة مجمعون على زوال الإيمان وأنه لا ينفع التصديق مع انتفاء عمل القلب وهو محبته وانقياده، كما لم ينفع إبليس وفرعون وقومه واليهود والمشركين الذين كانوا يعتقدون صدق الرسول بل ويقرون به سرا وجهرا ويقولون ليس بكاذب ولكن لا نتبعه ولا نؤمن به.
ولذلك فمن من زعم حصول الإيمان بدون عمل فقد خالف ما عليه أهل السنة والجماعة!
وذلك لأن إيمان القلب يستلزم عمل الجوارح، ولا يتصور أن يكون الإنسان مؤمنا بقلبه من غير أن يظهر ذلك على جوارحه، قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ).
ارجو ان يكون الامر اتضح اخى الحبيب وان كان من شىء فانا طوع امرك بارك الله فيك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته