محمد أبوسهيمة
عدد الرسائل : 24 البلد : الأوسمة : تاريخ التسجيل : 03/11/2007
| موضوع: الوصايا العشر المجلس الأول الشرك الإثنين أبريل 21, 2008 4:45 pm | |
|
الوصايا العشر
قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151) وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152) وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) الأنعام
هذه الآيات المحكمات من القرآن العظيم يسميها العلماء الوصايا العشر وقد جاء فيها ما رواه الحاكم وصححه عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيكم يبايعني على ثلاث؟" -ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: { قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ } حتى فرغ من الآيات -فمن وفى فأجره على الله، ومن انتقص منهن شيئًا فأدركه الله به في الدنيا كانت عقوبته (7) ومن أخر إلى الآخرة فأمره إلى الله، إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه".
فهي وصايا عظيمة جليلة ذكر الله فيها ما يحرم على الناس اقترافه ليجتنبوه, فدين الإسلام أوامر ونواهي وتحقيق عبودية الله بالفعل والترك لذلك يقول علي رضي الله عنه في قوله تعالى : (أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى ) قال علي: أي لا يؤمر ولا ينهى
فالقرآن مليء بالأوامر والنواهي التي تضبط حياة المسلم, وكما أن الواجبات ليست على مرتبة واحدة في توكيدها, فكذلك المنهيات تتفاوت في عظيم جرمها وهذه الآيات المحكمات فصّلت ما حرّمه الله سبحانه من أكد المنهيات وكان أول ما نهى الله عنه فيها هو أعظم الذنوب وأشنعها الإشراك بالله جلّ وعلا
فقال سبحانه (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا)
هذه أول الوصايا وأعظمها أن يجتنب المسلم الإشراك بالله سبحانه والشرك أعظم الذنوب لأنه تعدّ على حق الله سبحانه وتعالى وتعطيل له
وحقيقة الشرك أن يصرف الإنسان أي نوع من أنواع العبادات لغير الله سبحانه والأصل أن تكون كل العبادات له وحده جل وعلا لانفراده بالخلق والإيجاد فهو مستحق أن يفرد بالعبادة ولذلك عرّف النبي صلى الله عليه وسلم الشرك بقوله: أن تجعل لله ندا وهو خلقك
فالله جل وعلا متفرد بالخلق والإيجاد ومتفرد بالإنعام على العباد وهو المستحق وحده أن يفرد بالعبودية له فخلق الخلق ليعبدوه وبالإلهية يفردوه كما قال سبحانه مبينا الغاية من خلق العالمين : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ ) قال ابن عبّاس رضي الله عنهما أي ليوحدون وبيّن سبحانه كذلك انه إنما أنزل الكتب لدعوة الناس لعبوديته وحده لا شريك له فقال جل وعلا الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) أَلا تَعْبُدُوا إِلا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ)
والرسل التي أرسلها عليها السلام كذلك إنما كانت دعوتها إلى تحقيق توحيد الله بالعبادة وحده لا شريك له قال عزّ وجل : (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ )ومن هؤلاء الرسل رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم جاء بما جاءت به الرسل من قبله وهو الدعوة إلى توحيد الله جل وعلا قال تعالى : (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ) وقال سبحانه : )هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ )
فتوحيد الله بالعبادة هو غاية خلق الخلق وهو حق الله سبحانه على عباده كما جاء في الصحيحين من حديث معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له ك يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله؟ قال الله ورسوله اعلم . قال حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا
فالشرك تعدّ على حق الله سبحانه وصرف للعبادة عن موضعها قال جل وعلا : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ) فهم عدلوا بالعبادة عن موضعها وصرفوها لغيره سبحانه, لذلك سماه الله ظلما ووصفه لقمان وهو يعظ ابنه انه ظلم عظيم
فلا يتحقق لمسلم توحيد حتى يجتنب الشرك ولا يكون الإنسان موحدا إلا بتبّرئه من الشرك كما قال إبراهيم لقومه (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27) وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) فتبرأ من فعل قومه واثبت عبوديته لله جل وعلا وجعل هذا كلمة باقية في عقبه إفراد الله بالعبادة والتبرؤ من الشرك وهذا حقيقة كلمة التوحيد التي يرددها المسلم في ليله ونهاره فهي تتضمن إثبات العبودية لله ونفيها عما سواه فكان معناها لا معبود بحق إلا الله أو لا يستحق العبادة الله
والناظر في كتاب الله جل وعلا يجد انه بقدر ما جاءت النصوص تأمر بعبادة الله كذلك جاءت تنهى عن الإشراك بالله جل وعلا من ذلك
قوله تعالى ::( لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا )وقال سبحانه متوعدا من يشرك به: (إنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا )وقال جل وعلا ( إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ )وقال جل جلاله (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ) وقال سبحانه وهو يخاطب رسوله الكريم وهذا من تدير المحال فان الله عصم نبيه من الوقوع في الكبائر قال جل جلاله( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ)
فهذه النصوص تبيّن عظم هذا الذنب وخطورته وجزاء مرتكبه فلو بقي الإنسان حياته كلها قانتا ساجدا لله مكثرا للخير مع الناس والحيوان لكنه يصرف حق اله لغيره فانه لا تقبل أعماله بل تحبط وترد ويكون من الهالكين والعياذ بالله ونكتفي بما ذكرنا من الآيات ما يدل على عظم ذنب الشرك وتحريمه ونذكر من السنة الصحيحة شيئا من ذلك
ما رواه مسلم عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْمُوجِبَتَانِ فَقَالَ مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ النَّارَ
وعنده أيظا عن جابر رضي الله عنه قَالَ
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ لَقِيَ اللَّهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ لَقِيَهُ يُشْرِكُ بِهِ دَخَلَ النَّارَ
وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود وهذا لفظ مسلم قَالَ
سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ قَالَ أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ قَالَ قُلْتُ لَهُ إِنَّ ذَلِكَ لَعَظِيمٌ قَالَ قُلْتُ ثُمَّ أَيٌّ قَالَ ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مَخَافَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ قَالَ قُلْتُ ثُمَّ أَيٌّ قَالَ ثُمَّ أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ
فهذه النصوص تبين عظم الشرك بالله جل وعلا وخطورة الوقوع فيه وغنها لتدفع المسلم إلى الحذر كل الحذر من الوقوع في مظاهر الشرك بالله وقد انتشر وللأسف منها الكثير بين المسلمين
فعلى الإنسان أن يتعلم حق الله ويسعى في تحقيقه وكذلك عليه أن يعرف الشرك ويجتهد في اجتنابه فان الكثير من الناس يقعون في الشرك لجهلهم بحقيقته والمسلم يتعلم الهدي ليتبعه وكذلك يعرف الباطل ليجتنبه
يتبع
عدل سابقا من قبل محمد أبوسهيمة في الأربعاء أبريل 23, 2008 12:52 am عدل 1 مرات | |
|
fantaine_fraiche .
عدد الرسائل : 70 البلد : تاريخ التسجيل : 03/11/2007
| موضوع: رد: الوصايا العشر المجلس الأول الشرك الثلاثاء أبريل 22, 2008 2:41 am | |
| | |
|
ام ياسر الجزائرية مشرفة
عدد الرسائل : 52 البلد : تاريخ التسجيل : 03/11/2007
| موضوع: رد: الوصايا العشر المجلس الأول الشرك الثلاثاء أبريل 22, 2008 1:38 pm | |
| بارك الله فيك عن هذا الموضوع ما شاء الله جعله الله في ميزان حسناتك ونحن في انتظار المزيد من الموضيع المفيدة جزيت خير الجزاء ونفع بك الله الاسلام والمسلمين | |
|
منبع الشموخ مشرفة
عدد الرسائل : 20 البلد : تاريخ التسجيل : 01/12/2008
| موضوع: رد: الوصايا العشر المجلس الأول الشرك السبت ديسمبر 13, 2008 3:23 pm | |
| بارك الله فيكم شيخنا على هذا الموضوع وأرفق هذا الدعاء
دعاء من أصابه شك في دينه
يستعيذ بالله.
ينتهي عما شك فيه .
يقول " آمنت بالله ".
يقرأ قول الله تعالى " هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم ". | |
|
عمربن محمدالبومرداسي
عدد الرسائل : 39 تاريخ التسجيل : 02/07/2010
| موضوع: رد: الوصايا العشر المجلس الأول الشرك الجمعة يوليو 02, 2010 10:56 pm | |
| بوركت شيخ محمد واعانك على هذه السلسلة.. | |
|