جزاك الله عنا خيرا فمعرفة علماء الامة ومصلحيها يورث في القلب محبة منهجهم ونخوة اتباع طريقهم
ولقد كان ابن باديس يعتبر التعليم أساس الإصلاح، ويرى أن الإصلاح لا يكون إلا بالعودة لأصول السلف بإحياء السنة ومقاومة البدعة فيقول عن الإصلاح أنه:" إرجاع الشيء إلى حالة اعتداله بإزالة ما طرأ عليه من فساد"، ويرى أن صلاح العلماء شرط لكل إصلاح فقال:"لن يصلح المسلمون حتى يصلح علماؤهم، ولن يصلح العلماء إلا إذا صلح تعليمهم، ولن يصلح هذا التعليم إلا إذا رجعنا به للتعليم النبوي في شكله وموضوعه في مادته وصورته" أو بمعنى آخر يجب الاعتماد على القرآن، والسنة، وكتب السلف الصالح، كمقررات أساسية لتعليم النشء دينهم ولغتهم العربية الصحيحة، وتاريخ أمتهم والحفظ وسيلة، والمسجد مكانا.
كما اهتم ابن باديس بتعليم المرأة المسلمة اهتمامًا كبيرًا، مدركًا الخطر المحدق بالأمة إذا تُركت المرأة بغير تعليم، لقد نادى الشيخ ابن باديس بضرورة تعليم البنات وتوفير المكان المناسب لهن دون الاختلاط بالذكور، معطيًا بذلك روحًا جديدًا للتعليم في الجزائر لم تكن معهودة فيها من قبل: "ذلك لأن المجتمع لا ينهض إلا بالجنسين الرجل والمرأة مثل الطائر لا يطير إلا بجناحيه".
ويركز ابن باديس على إعداد المرأة المسلمة للقيام بوظيفة تربية الأجيال، فيشير إلى ذلك بقوله: "إذا أردنا أن نكوِّن رجالاً، فعلينا أن نكوِّن أمهات دينيات، ولا سبيل إلى ذلك إلا بتعليم البنات تعليما دينيا، وتربيتهن تربية إسلامية، وإذا تركناهن على ما هن عليه من الجهل بالدين فمحال أن نرجو منهن أن يكوِّنَّ لنا عظماء الرجال.. وشر من تركهن جاهلات بالدين، إلقاؤهن حيث يربين تربية تنفرهن من الدين أو تحقره في أعينهن؛ فيصبحن ممسوخات لا يلدن إلا مثلهن".
ولابن باديس جهاد آخر فى تأسيس جمعية علماء المسلمين الـجزائريين عام 1931مع رفيقه البشير الإبراهيمى وما يزيد عن مائة من علماء الجزائر، وانتخب رئيسا لها، وركّزت الجمعية في مراحلها الأولى على الأهداف التالية:
1 ـ إصلاح عقيدة الشعب الجزائري، وتنقيتها من الخرافات والبدع، وتطهيرها من مظاهر التخاذل والتواكل التي تغذيها الطرق الصوفية المنحرفة.
2 ـ محاربة الجهل بتثقيف العقول، والرجـوع بها إلى القــرآن والسنــة الصحيحة، عن طريق التربية والتعليم.
3 ـ المحافظة على الشخصيـــة العربيــة الإسلاميــة للشعـب الجزائـــري، بمقاومة سياسة التنصير والفرنسة التي تتبعها سلطات الاحتلال.
منول باختصار